الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

الإسلام والعصر في كلمة





التمسك بالإسلام في هذا العصر تخلف ، والإحتكام إلى قوانينه رجعية، زادت دعوات الإحتكام إلى القوانين المعاصرة لا إلى التخيلات الماضي والأساطير الظلامية ....
كلها تهم نسبت للاسلام على غير وجه حق ،تهم ساهم الاعلام في الترويج لها وحرص أعداء الدين على تسريبها أينما حلوا..
اعلموا اخوتي أن الإسلام يعتبر أصغر الأديان عمرا من بين الديانات الموجودة على الأرض ،عمر المسيحية 2000 سنة فأيهما أولى بأن ينعت بالرجعي ،عمر اليهودية قرابة 
3500 سنة فأيهما أولى بنعت الظلامي ، أيعتبر تمسك غيرنا بدينه حداثة وتمسكنا بإسلامنا رجعية ! بإسم اليهودية تم لم شتات اليهود من كل أنحاء المعمورة لإقامة دولة إسرائيل على جثث اخواننا في فلسطين، أيعتبر احيائهم للديانة اليهودية حداثة واحيائنا لإسلام رجعية .
الدين جملة من العقائد والعبادات والأخلاق و المبادء التي لا دخل للتطور العصر فيها ، هل تحولت الفضائل ما قبل 1400 سنة اليوم إلى رذائل ،طبعا لا فهي قيم ما يصنع فيها تقدم الزمن شيء لكن للزمن دخل في وسائل تحقيق هذه القيم وإختيار هذه الوسائل أمر متروك لك ، العلم قيمة من القيم كيف تستكمل هذه القيمة ،يوجد ألف طريقة إختر منها ما شئت. الإسلام لم يضع قيودا على هذه الوسائل
يقول تعالى " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة " ترك لك الحرية كاملة فالأسلحة تتطور و الوسائل كذلك ...
خلاصة القول أن للدين جانبان الأول لا دخل للعصر فيه والثاني لتطور الزمن دخل فيه لكن الإسلام لم يضع لهذا الجانب قيود بل منحنا الحرية الكاملة بل وحثنا على مزيد البحث والتطور .


الإسلام والعصر في كلمة




التمسك بالإسلام في هذا العصر تخلف ، والإحتكام إلى قوانينه رجعية، زادت دعوات الإحتكام إلى القوانين المعاصرة لا إلى التخيلات الماضي والأساطير الظلامية ....
كلها تهم نسبت للاسلام على غير وجه حق ،تهم ساهم الاعلام في الترويج لها وحرص أعداء الدين على تسريبها أينما حلوا..
اعلموا اخوتي أن الإسلام يعتبر أصغر الأديان عمرا من بين الديانات الموجودة على الأرض ،عمر المسيحية 2000 سنة فأيهما أولى بأن ينعت بالرجعي ،عمر اليهودية قرابة 6000 سنة فأيهما أولى بنعت الظلامي ، أيعتبر تمسك غيرنا بدينه حداثة وتمسكنا بإسلامنا رجعية ! بإسم اليهودية تم لم شتات اليهود من كل أنحاء المعمورة لإقامة دولة إسرائيل على جثث اخواننا في فلسطين، أيعتبر احيائهم للديانة اليهودية حداثة واحيائنا لإسلام رجعية .
الدين جملة من العقائد والعبادات والأخلاق و المبادء التي لا دخل للتطور العصر فيها ، هل تحولت الفضائل ما قبل 1400 سنة اليوم إلى رذائل ،طبعا لا فهي قيم ما يصنع فيها تقدم الزمن شيء لكن للزمن دخل في وسائل تحقيق هذه القيم وإختيار هذه الوسائل أمر متروك لك ، العلم قيمة من القيم كيف تستكمل هذه القيمة ،يوجد ألف طريقة إختر منها ما شئت. الإسلام لم يضع قيودا على هذه الوسائل
يقول تعالى " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة " ترك لك الحرية كاملة فالأسلحة تتطور و الوسائل كذلك ...
خلاصة القول أن للدين جانبان الأول لا دخل للعصر فيه والثاني لتطور الزمن دخل فيه لكن الإسلام لم يضع لهذا الجانب قيود بل منحنا الحرية الكاملة بل وحثنا على مزيد البحث والتطور .

السبت، 3 ديسمبر 2011

إنتقال ديمقراطي بدون إنتقال أخلاقي ؟




هل ترجع هذه الأجواء العامة الرديئة إلى أننا لا نملك ساسة مخضرمين أمناء ، أم أننا لم نعتد الحرية فاستعصى علينا عيشها، أم ترى هل فعل بناء سماسرة الغرب فعلهم هذا ....؟
بعض الناس يتصور أن عجزنا عن الإنتقال  من طور الاستبداد إلى الديمقراطية و الدولة المدنية الراعية للحقوق والحريات  يعود إلى غياب السياسي الأمين، وتدخل المتغربنين، وأننا لو تخلصنا منهم والتجمعيين لتيسر لنا المسير . والتأمل اليسير يدل على أن هذا الفكر سقيم ، والواقع أننا مصابون بشلل عضوي في اجهزتنا الخلقية وملكاتنا النفسية يعوقنا عن الحراك الصحيح .

وقد راعني أن خلائق مقبوحة انتشرت بين الناس دون مبالاة حتى حولها الزمن إلى جزء من الحياة العامة وألفها الناس  واستساغها القاسي والداني ، ومن هنا رأينا الكذب في رواية الأخبار، ورأينا القدرة على قلب الحقائق حتى أن الكثير من صفحات الفايسبوك امتهنت هذه الحرفة.
حتى المدافعين عن الحق  هم نفسهم على هذا الطريق ،لا يتبعون الحكمة  في ردودهم فإذا رأو منكرا قابلوه بما يقول ويعمل  وهذا على غير مقتضى الحكمة  فإن أنت رددت الإساءة بالإساءة،متى ستنتهي الإساءة ! بل الحكمة في الرفق في القول والعمل واضهار الحق في شكل ينجذب نحوه أصحاب الفطر السليمة  لا في  شيوع القسوة والمبالغة .
جماهير تتفنن في حلق الشارب وإنماء اللحية وتحسب بذلك أنها استكملت عرى الإيمان بالوفاء للشكل،وهذا إعتقاد مغلوط  فتربية اللحية لا وزن لها مع إنعدام تربية النفس والعقل ومع فراغ القلب أو لعل  صرخاتهم  المدوية  المذهبة  لحبالهم الصوتية بالتكبير في الساحات العامة  ستدنيهم درجة  إلى الجنة  !
مؤسف هو الذي   حدث  اليوم بين  أبناء هذا الشعب  من تبادل  للشتائم والإتهامات ، مؤسف  هو  هذا الإنشقاق  الحاصل ، مؤسف حقا أن أرى  الأمن يفصل  بين المتظاهرين مخافة الإشتباك !  اليس  بإمكاننا  أن نتعايش رغم اختلافاتنا  الاديولوجية والفكرية ! 
لم لا نخاطب العقول  بدل  تجريح وتشويه الخصوم ! علماني  شيوعي إسلامي  سلفي  كائنا من كنت  لا تعادي  من خالفك  ، حاوره ناقشه
خاطب عقله وحافض العلاقة  الطيبة التي  تجمعكم  وحتى إن قابلك  بالسوء فلا تجاريه  في هذا  وإن فعلت  فأنت ومن تجاريه سواء .

الأربعاء، 18 مايو 2011

الديمقراطية

 (الديمقراطية) ~ ذلك المُصطلح الذي أثارَ من الجَدل و الصرَاع منذ فَجر النهضة مَا لم يثره مصطَلح آخر.. حَتى غدَت ثُنائية الديمقراطية و الإسلام أكثر الثنائيات تداولاً, و أكثرها طرحًا كَمَواضيع للنقاش حتى استحال عَلينا تجَاهلها أو تناسيها { لذلك ستكون مَوضوعنا للحوار}.
لقَد تَعَددت الآراء و اختلَفت, وتشَبثَ كُل طَرف برأيه و مُسلماته مُدعيًََا  امتلاك الحَقيقة...ورَاحَ كل فِريق فرحًا بما عنده,رافِضا للآخر سَاعيا لإسكاته أو نفي كَلامه .
       فما جدوى الحوار إذا ؟!                                                                                                                 
لست هنا لأدَعِي أيضا امتلاك الحقيقة أو احتكارها, فقط أردت طرح رأي شخصي لا أُلِزم به أحَدا و لا أدعي صَوابه فاتحًا بَابَ الحِوار و النِقاش لِمن أَراد. حِوار خالٍِ من السَفسَطة و التعصب للرأي و تجهيل الآخر.
متي سيكف الإسلامي عن التملق للآخر و التنكر لِتُراثه, هل سينتهي من تقليده الأعمى و يمسَح عن  وجهه نظرَة الانبهارِِِِِ بالغرب تلك,كيفَ يتحرَرُ من تبعيته الفكرية للغرب و يَبتَدِعَ أفكارًا يَكونُ مَرجِعُها الإسلام لا مَاركس و لينين و غيرهم ممن ذاع صيتهم بالعالم الإسلامي.
إن الإسلام دين حَي يُحَاول المُتمَسِكُونَ به أن يَعِيشوه في حَياتِهم العَامة ثقافة ونظمًا ومؤسَسَات, يَعيشوه في حَياتِهم الفكرية دعوة إليه و دِفَاعًا عَنه و ردًا على خصومه, لذلك حَاولتُ جاهدًا أن أشاِرك في المجال الأخير بعدة مقالات قصيرة نشرتها سَابقا و لا أعلَم إن كنت أصَبت فيها.
 أتوجه بالشكر للعَدد من القراء (وهم قلة) ممن عبروا لي عن تقديرهم و شجَعوني على المضي قدما في كتابتها و أخص بالذكر أمي سعيدة و أماني , أنا شاكر لهم في الأولى و الآخرة سائلا الله أن يجزيهم عني خيرا و عن كل من قرأ تلك المقالات أومن سيقرؤها.
أجتهد و أكتب هذا المقال بعقل مسلم يأبَى أن يكون للإسلام بديل و مؤمن بأن كل ما أمَر به الإسلام هو العدل الذي يصلح للناس  في كل مكان و زمان .
* * *
مُغالًطة: كُلَمَا ذُكِرَ مُصطَلَحُ الدِيمُقراطية إلا و تَبَادرَ إلى الأذهَان المَفهُوم السَائِد والذي يَتبَادله الناس على أنه صَوابٌ لا يحتمل الخطأ,  تعبير الديمقراطية مُرادِف لِحُكم الشعب وهذا (في نظري) خَطأ لا يَحتمِلُ الصَوَاب,
مَتى كَانَ الشعبُ حَاكِمًا !
من سُننِ الحَياة أن يَكُونَ هُناكَ رَاع و رَعية, رَاع تَتَوفرُ فيه الشروط و الخِصَال التي تُمَكنه مِن أن يُديرَ شُؤونَ رَعيته و يَحمِي مَصَالِحَهَا, هذا قانون سنَّهُ خالِقُ هذا الكَون تَسِير بمُوجبه الحَيَاة و تُصَان المَصَالِح, سَارِ المَفعُول على الإنسَان والحَيوان على حَد السَواء. مَملكَة الغَاب ذلك العَالم العَجيب الذي تُحَركُه الغرَائز يَسِير بنفسِ القانون فعَلَى رَأسِ كُل زُمرَةِ أُسُودٍ قَاِئد وعلى رَأسِ كُل قطيع جَوا ميس قائد َو لا مكان للسلطة مدى الحياة حيث البقاء للأقوى و القوة هي خصلة كل  قائد. من رحمة الله على عباده أن منحهم القدرة على اختيار الأصلح من بينهم و توليته أمورهم دون أن يراق دم و دون صراعات كالتي يشهدها عالم الغاب .
من الغَرِيب حَقًا أن يَنسَاقَ النَاسُ خَلفَ الديمُقرَاطية المُنادِية بحُكمِ الشعب ويُعَارِضوا السِيَاسَة الإلهية التي لا يَستَغني عَنها لا الرَاعِي وَ لا الرَعِية وَالتي تَرَكَت لَنَا حُرية اختيار وَلِّي أمرِنا و مُشاورَته و حتى مُعَارَضته مَتى زَلت قَدَمَاه عَن الطَرِيق الصَواب.
إنه لَمِنَ المُؤسِفِ أَن تَكُونَ كَلِمَةُ الدِيمُقرَاطية المُرَادِفة لِسِيادَة الشَعب أو حُكمِ الشعب غَايَة فِي الخطورَة. فَكُل فَردٍِ من  الشعب يَعلَمُ عِلمَ اليقين أنَهُ لا يَحكُم, ويَتَولَدُ بذلك لَدَيه انطِبَاع بأن الديمُقرَاطية لَيسَت إلا نِظامًا للاحتيال. واِنَه لَأمر هَام أن يَتَعَلَمَ الفَردُ مُنذُ مَرَاحِل تَكوينه الأولى أن لَفظ “ديمقراطية” هو الكَلِمَة التي نُطلِقُهَا على النِظَام الذي يَنبَغِي عَلَيه مَنعُ الدِيكتاتورية والاستبداد.
* * *
الدِيكتُاتُورِيَة و الاستِبدَاد  هُمَا أَسوَءُ مَا يُمكِنُ أَن يَعيشهُ الفَرد,تَحتَ لِوَائِهِمَا تَختَفِي الحُرِيَات  و تََتبخر إرَادَة الفرد و الشعوب و يُهَانُ المُوَاطِن و تدَاسُ كَرَامَتهُ و تُصبِحُ كَلِمة “ لا ” من المَحظورَات.
يَنهَضُ الفِرعَونُ من تَابُوتِه و يَجلِسُ على هَرَمِ السُلطَة و يَنطلِق العَمَل بالأسلوب الإداِري الفِرعَونِي “ لا أُرِيكم إلا مَا أرَى و مَا أَهدِيكم إلا سَبيل الرَشادِ ”  حَيث لا يَتحَرَك الشعبُ إلا وِفقَ رُؤيته ومَا صَواب إلا مَا  يَرَاه هو صَواب, نَمَط مُتسَلِط يتَصِفُ بالغطرَسَة والغرور والكِبريَاء وَيل للشعوب منه .
كَانت الديكتاتورية مُشكِلة البَشرِية مُنذ الأزل (و لا تزال) و تَجَنبهَا هَدَف لم نَطَله إلى اليوم, و كَانت الديمقرَاطية حلاًّ مِن الحُلول التي طُرِحَت كي تَعيد للشعوب هيبتها لكن هل نَجَحَت فِي ذلك “ ؟ ” ذلك هو السؤال الأهم .
يمكننا أن نَثبت تارِيخيًا أن الديمقراطية لم تكن تمثل سِيَادَة الشعُوب وحُكمَهَا بقدر مَا كانَت مُحَاوَلة لِتجَنب الديكتاتورية و الاستبداد بأي ثمن.لكن ثمَنَهَا كَانَ غاليًا جدًا, إذ في العَدِيد من المُناسَبَات صَنعَت لَنَا الديمقراطية فرَاعِنة حَكَمُوا العالم و أذاقوا الشعوب سنين من الجَمر.

هل في ترك الحُرية للشعب في اختيار الحَاكِم ضَمَانٌٌ لِتَجَنب الاستبداد ؟

إننا معرضون للخطأ, و هذا يعني أن الشعب أيضا معرض لارتكاب الأخطاء شأنه شأن أي جماعة بشرية.لكن إن كنا نبحث فقط عن كيفية خلع أو عزل أي حاكم مستبد لن أجد طريقة أفضل من الديمقراطية لذلك, لكن إن كنا نبحث عن كيفية بناء دولة و إقامة نظام عادل يكفل لكل فرد حقوقه فلن أجد أفضل من الإسلام لذلك.
* * *
ما يمكن أن نرجوه من الديمقراطية في أقصى الحالات هو تمكين الشعوب من عزل أو خلع الحاكم متى رأت منه سوءا باعتبارها آلية لضمان انتقال السلطة و التداول عليها دون إراقة للدماء, لكن مسألة تجنيبنا الاستبداد و الدكتاتورية تظل مسألة نسبية, أدولف هتلر ديكتاتور غير خريطة العالم و أباد شعوبا وصل للحكم بانتخابات ديمقراطية و بطريقة شرعية, بالتالي يصبح الجزم بعصمة الشعوب وهمًا لا أساس له  فرأي الأغلبية ليس دائما بالرأي المستنير.

هل ~ صواب الحكم ~ هو دائما في جانب الأغلبية ؟

دائما ما نتشدق بالمقولة الشهيرة نحن مع الأغلبية و نستشهد بأن رأيهم هو الصواب أو الأصوب, لكن هذا ليس بمعيار لتقرير الصواب من الخطأ فالله سبحانه و تعالى قال :
~ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينََ.سورة يوسف

و قال سبحانه و تعالى: 
 ~ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ.سورة المائدة

و أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم في حديث السواد قال : ~ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ.رواه مسلم ~ .

في الحديث نرى أن الأكثرية لطالما خالفت الحق وعادت الأنبياء فيأتي الأنبياء يوم القيامة و معهم رجل أو رجلان و البقية ضالة.الكثرة ليست معيارا فقول الأغلبية لا يعني بالضرورة أنه الحق  لكن إن كانت هذه الأغلبية على قدر من الحكمة التي تمكنها من التمييز بين الخطأ و الصواب فعندها بمكن الوقوف على رأيهم, أي متى كانت هذه الأكثرية تتميز بصفات مشتركة تؤهلها للرأي كما نجد في كتب الفقه قولهم " و هذا رأي أغلب الفقهاء "  فهؤلاء اعتبرنا رأيهم لأنهم فقهاء أولا وأغلبية ثانيا ....لا أغلبية فقط .
* * *
المحكمة الشعبية: هو التعريف الأصح للديمقراطية فيوم يتجه الناس إلى صناديق الاقتراع تفتح جلسة محاكمة الحكومة, فيوم الاقتراع أو الانتخاب ليس يوما لتزكية الحكومة الجديدة بقدر ما هو يوم لتقييم أداء القديمة و اختيار إما المواصلة معها أو عزلها.
أما حكم الشعب لنفسه فهو أمر غير وارد فكما قلت فيما سبق أن كل فرد منا يعلم أنه لا يحكم ثم إن الحكم ينقسم إلى قسمان أحدهما تنفيذي و آخر تشريعي فبأيهما يحكم الشعب « ؟ « هل من الممكن أن يحتل الشعب منصب قائد للجيش أو أمين شرطة أو مشرع... 

إذا من الذي ينبغي أن يتولى مهام الحكم ؟

هذا هو السؤال الأساسي أما الحديث عن حكم الشعب لذاته فهو مضيعة للوقت, و كإجابة على هذا السؤال أرى أن يكون أفضل غيره و أكثرهم معرفة فلمؤهلات البشر تختلف من شخص لآخر فهل يستوي العالم و الجاهل ! 

قال تعالى : ~ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ~ .

إن الحكم استحقاق يناله الأفضل و يستعمل له الأصلح  و نختار له الأمثل فالأمثل  .

* * *
في أيامنا هذه لازال سؤال " من الذي ينبغي أن يتولى مهام الحكم " حاضرا بقوة.فقد حظي باهتمام كبير داخل مجتمعنا   خوفا من صعود دكتاتور جديد و إقامة دولة الديكتاتورية و هذا سؤال يحظى أيضا باهتمام كبير داخل نظرية الديمقراطية,و قد شكل مبدأ حكم الشعب لذاته جوابا ممكنا على هذا السؤال , و مع هذا تظل هذه الإجابة شديدة الخطورة فديكتاتورية الأغلبية أخطر من دكتاتورية الفرد و قد تكون فضيعة بالنسبة للأقلية حيث أنن رأي الأغلبية كما بينت فيما سبق لا يكون دائما الرأي الصواب...لذلك أرى من الصواب تبديل السؤال و إعادة صياغته على النحو التالي:

كيف نتصور تنظيما للدولة قائم على العدل و الحرية و يجنبنا الديكتاتورية ؟

فهذا سؤال يبحث كيفية إقامة حكومة لا كيفية عزلها و خلعها,فإن كنا نبحث فقط عن كيفية خلع أو عزل أي حاكم مستبد لن أجد طريقة أفضل من الديمقراطية لذلك لاعتبارها الأسوأ لا الأكثر سوء, لكن إن كنا نبحث عن كيفية بناء دولة و إقامة نظام عادل يكفل لكل فرد حقوقه فلن أجد أفضل من الإسلام لذلك.
* * *
ختاما سلام  عليكم  و إن شاء الله سأواصل في نفس الموضوع بمقال ثاني

الخميس، 28 أبريل 2011

عذرا لمن سيقرأ كلماتي







الإنسان كائن درسه الفلاسفة منذ العصور الأولى أملا في الوصول إلى حقيقة هذا المخلوق المميز الذي يعكس عظمة الخالق و كمال قدرته...تعددت تعريفاتهم له, لكنها جميعا كانت تأخذ نفس المنحى, فمنهم من قال أن الإنسان هو حيوان ناطق و آخر قال حيوان مفكّر و آخر حيوان مدرك..... اختلفت التعريفات في الظاهر و لكن الأصل كان واحد _التعريف الأول_ فالحيوان الناطق هو التعريف الشامل الذي يحتوي كل التعريفات الأخرى, و الذي نعنيه بالنطق هنا هو العقل و التفكير و ليس مجرد التعبير.فالنطق خاصية تميز بها خلق كثير غير الإنسان كقوله_جلّ من القائل

{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ}



* * *
توارثت الأجيال البشرية هذه الحقيقة جيلا عن جيل لكن قلة هم الذين أدركوا شمولية هذا التعريف القائم على العقل و التفكير و ليس مجرد التعبير وهكذا توصلوا إلى حقيقة ذواتهم المنتجة لا المستهلكة, العاملة لا العاطلة ,الفاعلة و المفكرة .فهل حاولنا نحن معرفة أنفسنا  و الوصول إلى حقيقة ذواتنا البشرية ؟
يبدوا أن المسلمين كعادتهم تشبثوا بالفروع و تركوا الأصل بل أصبحنا نرى المتنطعين على الساحة يقلبون الحق باطل و الباطل حق و يلبسون الفرع زى الأصل و ينزعون عن الأصل ثوبه...مسلموا اليوم اختزلوا الإنسان في تعريف لم يفهموا عمق دلالاته ,الإنسان المسلم (المعاصر) حيوان ناطق و الذي أعنيه بالنطق هنا مجرد التعبير  لا العقل و التفكير,هكذا توصل المسلمون إلى حقيقة ذواتهم المستهلكة لا المنتجة و العاطلة لا العاملة...حتى الحيوان فاقنا بدرجات فهو عنصر فاعل في عجلة الحياة و إن فقد نوع حدث الخلل, منهم من لا يكتفي بالاستهلاك فالنحلة وظيفتها إنتاج العسل و شمع النحل و التلقيح _ تلقيح أزهار المحاصيل الزراعية و الفواكه و هي وظيفة لها أهمية عظمي للإنتاج الزراعي_.

* * *
عذرا أيها المسلمون على قسوة أسلوبي و بشاعة تصويري,لكن تلك حقيقة لا تهيؤات, فأسمع الكلام الذي يبكيك و لا تسمع الكلام الذي يضحكك.تصويري لواقعنا رغم بشاعته هو حقيقة  و طالب الحق لا يستحي أن يفصح به,فلا ننكر أننا في غيبوبة عن العالم, ليس لتا في ميدان الإنتاج أثر, ولا في زحام الدنيا دور, والتاريخ شاهد على ذلك  و كم ذا بتاريخ  بلاد العرب من المضحكات لكنه ضحك كالبكاء,إن شعوب أمريكا و أوروبا تعرف عن البترول العربي أكثر مما يعرف المسلمون, عرفوا أهمية هذا الكنز المطمور تحت أقدام المسلمين , كنز جهله أصحابه و عجزوا عن استخراجه, و لما عرف الغرب أهمية هذه المادة أرسل الباحثين و الأخصائيين لاستخراجه و الاستفادة منه و دفعوا ثمنه للشعوب المسحورين بهذا الكنز المطمور في أراضيها دون أنت تقدر عليه أياديهم أو أن يستفيدوا منه.
يمتلك الوطن العربي واحدة من أخصب أراضي العالم إن لم تكن الأولى ,وقد أعلن  في مؤتمر الغذاء العالمي  المنعقد بروما سنة 1974 أن هذه الدولة هي إحدى ثلاث دول رشحت لتكون سلة غذاء العالم ,خاصة في مجال توفير الغلال و الحبوب الزيتية و المنتجات الحيوانية. كما تمثل الأراضي الصالحة للزراعة بهذا البلد 46 بالمائة من إجمالي الأراضي الصالحة بالوطن العربي أي ما يعادل النصف.
 لو سخرت كل هذه الخيرات لغير المسلمين لاستغلوها أحسن استغلال و لكان الخير بادي على وجه أهل هذا البلد لكن من المضحكات أن نجد هذا البلد عانى و لا يزال يعاني من المجاعة و الفقر بل يعتبر من أفقر دول العالم. لو أحسن أهل السودان استغلال ما لديهم لكانوا اليوم بأفضل حال لكن هيهات فالمسلم لم يخلق لينتج بل ليستهلك. ضف إلى ذلك أن هذا البلد قد قسّم إلى شمال و جنوب كمواصلة لعملية  تفكيك الأمة الإسلامية  و هذه سياسة اتبعها الغرب لمحاربة الإسلام و إطفاء نوره  فبعد ما كانت الخلافة تجمعنا  فرقنا المستعمر إلى دويلات و وضع الحدود  و لم يكتفوا بذلك بل  فرقوا أبناء الوطن الواحد و زرعوا بينهم العداوة و البغضاء فصارت الفرقة الحمقاء تجمعنا.

* * *
هل الدنيا شر ؟ لما يعرض المسلمون عنها و كأنها شرّ محض لا بد من تفاديه, لما يستحثون الموت و هم أحياء يرزقون و كأن التعمير على الأرض رجس من عمل الشيطان, تلحف الكثيرون برداء الغربة في الأرض حتى صاروا حقا غرباء لا وزن لهم و لا قيمة و أغلبهم متمسك بهذا المعنى المأثور" كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " و مازال المسلمون يتدافعون في هذه السبيل الموحشة  التي ساقتهم إليها توجيهات بعض الدعاة و المذاهب كالصوفية  أو التصوف و ما نتج عنه من ممارسات خاطئة أضرت بالإسلام و المسلمين على حد السواء _ و قد عرّف ابن خلدون التصوف بقوله:الصوفية من العلوم الشرعية الحادثة في الملة, و أصلها العكوف على العبادة و الانقطاع إلى الله تعالى , و الإعراض عن زخرف الدنيا و الزهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذة و مال و جاه, و الانفراد عن الخلق في خلوة للعبادة _ أصاب ابن خلدون بقوله أن الصوفية من العلوم الحادثة بالملة لأن العكوف على العبادة و الإعراض عن الدنيا من الأمور التي تتنافى مع ما جاء في القرآن و السنة .
قال الله تعالى: | و لا تنس نصيبك من الدنيا | و |قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق | و | يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحلّ الله لكم | كما  نهى النبي _ صلى الله عليه و سلم _  عن المبالغة في الزهد  و عدّ ذلك من قبيل  الرهبانية  التي أنكر وجودها الإسلام  كما في قوله تعالى | و رهبانية ابتدعوها ما كتبناها  عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها | .
لقد ترك المسلمون خلافة الأرض لغيرهم من الشعوب و الملل و الأجناس و هم الأولى بذلك, و انفردوا عن الخلق في خلوة أصابتهم بالجهل و التخلف.

* * *
إن الحياة خير, و رغم عنائها فهي حبلى بخير خفي لا سبيل إليه غير العمل و الكد, قد خلق الله الإنسان من طين حتى يذكره بعلاقته الوثيقة بالدنيا و الطبيعة المحيطة به, فعلى المرء استغلال ما سخر الله له  و حمد الله ليلا نهارا على نعمة الحياة,و ما دمنا أحياء فالاهتمام بالدنيا و شؤونها أمر لا بد منه و كل لحضه يقضيها الإنسان على هذه الأرض من الممكن أن يصنع فيها شيئ  و كلما طال عمر المرء زادت التحديات و الأعمال  و زاد التنافس على أرفع الدرجات _ المسلمون لم يدخلوا غمار السباق بعد _ أنظر إلى حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم : ألا أنبئكم بخياركم ؟ فقالوا نعم قال: خياركم أطولكم أعمارا و أحسنكم أعمالا . إذا كنا معرضين عن الحياة فما جدوى الدين إذا ؟؟؟ إن الدين حركة إصلاح للحياة إذا فسدت و تنقية لهواها من الجهل كي يعرف العباد ربهم و يتقوه.
* * *

الجمعة، 22 أبريل 2011

ما تفهم شي

والله شي يفدد فيكم يا توانسة  ظاهرلي هالثورة دخلتكم بالرسمي في حيط ( انتوما بطبيعتكم من قبل لابسين حيط)   ضايعين فيها  طول و عرض .موش فاهمين شي  وتحكيو في كل شي  غريبة والله ما فهمتكم من أناهي طينة مصنوعين اللي يركز معاكم يجن  كنتو ضاربين بالكورة زادة خلطت الثورة كملتو ضربتو فرد مرة بكبيركم و بصغيركم .
 آش تحبوووو ؟؟       شنتبوااا؟؟؟
ياخي تفركو فيهم  ولا شنوا حكايتكم ؟؟ كل شي لعب عندكم ؟؟ 
نبدى عامل كيف  و نحوس في الفايسبوك  من باج لباج  هاو تعليق هاي جام


  فجأة نلقاها ماكلة بعضها    و ضارب و مضروب و صياح و الدنيا مدعوكة
 نسأل: يا ولادي شفما  ؟؟
يجاوبوني: هاو واحد يحبها لائكية و لاخر يحبها اسلامية و لحمة أكاك.
كل واجد يجبد فالحبل ليه البلاد كسرولها كرايمها  اللي يحبها لائكية و اللي يحبها اسلامية  خلي العزاء كما هي و سيبو صالح .
لا و المصيبة تقلو علاش تحبها لائكية يقلك مانعرفش المهم لائكية وكهو و انت علاش تحبها مسلمة  يقلك خاطرنا مسلمين  ..هاي و شعملنا و جاء مليح ؟ كيفاش نفضوها ؟ نقعدوا نكوروا ببعضنا في الفايسبوك  اللي هذا يسمع في الاخر في و سخ وذنيه 
 نتفرج شوي كما خلق ربي و نمشي انسنس عليهم  نلقاهم عمارهم ما فاتتش 18 و ماكلين بعضهم هاو لائكية و اسلامية برى يعطيكم بدنية  عطلتوني كنت راكش عامل بون كيف كهو نخليهم و نقول فخار يكسر بعضوا  و نقصد ربي نرجع نركش و نحط يدي على Souris و نرجع نحوس..
من صفحة لصفحة لصفحة هاو تعليق هاي جام  طففف تجي عيني على حظبةعاملين قعدة مزيانة و يتناقشو من غير صياح ..نمشي نطّّيش وذني بحذاهم و نسمع شيحكيو ..نلقاهم يقطعو و يريشو فالنقاب .
الطفلة الاولى:و أنا و ين نعرف عليه مرأة و لا راجل متخبي تحت النقاب ؟؟
يا سيدي راجل و لابس نقاب تسالني شنلبس ؟؟؟ نخاف على روحي مالعين.
الثانية : انا يخوفووووني مخيبهم.
 بربي؟؟ 'o.O خوفتكم طفلة منتقبة و مخوفوكمش الهرادس اللي يدولرو في البلاد عاملين في رواحهم اللي ما يتعملش  يقززووا..علاش ما تقولوش لهذاكم يشدوا ديارهم ما يخرجوش و تمنعوهم  مالشارع ؟ بالله خفتو من منتقبة و مخفتوش من وحيد كما هكا هعععع
 حااصيلو نخليهم  و نقصد ربي نرجع نركش و نحوس  ..عجبتني صفحة لا علينا في اسمها .جبت كرسي و بنكت فيها نتفرج في الفيديوات و نطيش في الجاموات على حساب ستة ياخي فجأة سمعت صوت عركة  و كيما العادة ما كنتش مالعاكسين و مشيت  مديت وجهي نتفرج هيهي   وبدات التهم تطاير قال الاول لثاني .انتوما  تستغلو في الدين  بش تكسبو الجماهير و هذا ما يجيش .
الثاني:ضربو برابط( هذا الرابط) و قلو هكا  نستغلو فالدين؟
مشيت نجري انسنس حليت الرابط  ضحكت كما حبت الشريعة 


وزدت تأكدت اللي التونسي داااخل حيط في  و بش يدخل مععاه البلاد في حيط خاطرهم الكل مش فاهمين شي و يحكيو في كل شي و من لخر 
بلاد Jamais  بش تتڨد  Jamais  بش تتصلح  الكلها ڨلوبها كحل لكلها تحب تفلّح 

هيا سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام

الخميس، 21 أبريل 2011

بنو علمان..البكاؤون الأحرار


 بنو علمان أولئك البكاؤون الذين تهامرت دموعهم على الحرية, قوم احترفوا البكاء على أطلال حريتهم المفقودة ,حرية وقف دين الإسلام على حد قولهم بينهم و بينها  فأصبحت قضيتهم الأولى فصل الدين عن الدولة ليتمكنوا من النيل من الحرية المنشودة. هؤلاء المقتدون بالغرب و المصدرون لتقاليده في بلاد الإسلام  أرادوا إلا أن يكون للمسلمين نصيبهم من العلمانية  تسربوا داخل مجتمعاتنا تحت مسمى الحداثة و التقدم و شعارات واهية مستغلين في ذلك ضعف  معرفة قلة من المسلمين بدينهم فتحولت قضية فصل الدين عن الدولة أو ما يسميه الغرب فصل الكنيسة عن الدولة قضيتهم فانساقوا خلف هذا المطلب متناسين أن الإسلام ليس الكنيسة و حتى أن الكنيسة ليست المسيح  فما لا يقبله العقل هو أن نقيّم الإسلام حسب سلوك المسلمين ولا أن نقيّم المسيحية حسب سلوك المسيحيين . العلمانيين في بلاد الإسلام باتوا اليوم أكثر جرأة وأوضح لهجة من ذي قبل، فهم يصرحون اليوم بما كانوا به يُسرون، ويطالبون بما كانوا به يحلمون بل وصلت بهم الجرأة بالطعن في الإسلام  و تعاليمه  _ سأرجأ الرد عليهم إلى غير وقت_. سأتناول في هذا المقال حقيقة الخطر الذي تمثله العلمانية على الإسلام و حقيقة أهدافها الهدّامة المتسترة خلف شعار الحرية.
أولا لنعد لبداية نشـأتها و تتبين الظروف التي ولدّت بروز العلمانية أو اللادينية بمعنى أصح في الغرب و نبحث عن أي وجود لهذه الظروف في العالم الإسلامي حتى نطالب بعلمنته.,بالعودة إلى تاريخ الحضارة الغربية سيتبين لنا بما لا يدع مكان للشكّ أن  الجهل كان منتشرا ب صفة كبيرة إن لم أقل كلية  و أو الإنسان الغربي  كان كما تقول الآية الكريم " كالأنعام بل أظل سبيلا " فالعلم كان حكرا على الكنيسة و رجالها ولم يكن بإمكان الأفراد  حينها أن يمتلكوا نسخاً من الكتاب المقدس ، ويقرؤوه بأنفسهم فاقتناؤه وتفسيره كان حكراً على رجال الدين.  هذا الاضطهاد مكّن الكنيسة من السيطرة على العقول و الأفكار  و الأخذ بزمام الأمور  فتحولت المجتمعات الغربية إلى ما يشبه قطيع الأغنام و الكنيسة هي الراعي تتحكم فيه و تقوده  كيفما شاءت, لكن الأحوال انقلبت رأسا على عقب مع الفتح الثقافي الإسلامي و العربي للبلاد الأوروبية و الاحتكاك بين الحضارتين ولّد نوع من التفاعل  ولو في الخفاء  فالكنيسة كانت تمنع أي  تواصل أو تبادل ثقافي  و اعتبرت ذلك تهديدا لكيانها  لكن على الرغم من هذا التضييق حصل هذا التفاعل و انتشر الفكر الإسلامي أو الفكر الرشدي ـ نسبة لابن رشد الفيلسوف العربي ـ  في الغرب و كان الانطلاقة الأولى للحركة التنويرية .جاء الفكر الرشدي المستلهم من القرآن أولا و من تأثره الكبير بأرسطو ثانيا بدعوة لإعمال العقل  هذه الدعوة كانت صريحة النص في القرآن و لن أتغلغل في تفسير الفكر الرشدي فلا المقام يسمح و لا أنا أهل لذلك .هذا التأثر بالثقافة الإسلامية ككل أنتج صراع فكري بين الكنيسة و ثلة من المثقفين الذين  جوبهوا بالقمع و الاضطهاد  و القتل .كانت هذه الانطلاقة الأولى للعلمانية  التي دعت لتحرير العقل من حكم الكنيسة و الأفكار التي تروج لها فكان للإسلام الدور الكبير في إخراج الغرب من الظلمات إلى النور حتى أن  الشاعر الفرنسي ’فولشير شارتي’ الذي سحره العرب أثناء الحروب الصليبية  بأخلاقهم و حضارتهم وصل به الحد إلى أن يقول:"أفبعد كل هذا ننقلب إلى الغرب الكئيب,بعدما أفاء الله علينا و بدل الغرب إلى الشرق ",واليوم يريدون أن يبدلوا الشرق إلى غرب.
حارب الإسلام الجهل  من بدايته و كانت دعوته للعلم صريحة  فكانت أول كلمات الوحي "اقرأ "  ,هذا هو الإسلام دين علم و عقل   دين أحرق الجهل و نسف الباطل و حرر العقل البشري من خرفات الجاهلية ,تهم لا أصل لها من صحة تلك التي يدعي أصحابها أن الدين و العلم ضدان فلا يوجد في الإسلام إيمان  يتناقض مع العقل و لا نص خبر يتناقض مع العقل و لا  خرفات و لا أوهام  تتناقض مع العقل و العلم الصحيح  .
 فلماذا تطالبون بعلمنة دولنا المسلمة ؟
كان الأجدر أن تطالبوا  بصيانة العقول العربية المعرضة عن العلم و الجامدة ,
كثيرون يحاولونا أسلمت العلمانية للحصول على مشروعية لاسترادها أو جواز عبور لمرورها و بطاقة إقامة لها في العقل المسلم .سيخيب سعيكم فنحن قوم نعبد الله و لا نشرك به أحدا ,و لا تأليه المادة كما تفعلون,فالعلمانية تعبر عن الطموح المادي للإنسان  و طموحه للسيطرة على جميع المعوقات التي تقف في طريق  تقدمه و سعادته و ازدهاره و تتطرف في هذا إلى حد التأليه فهم يولون الحياة أهمية أكثر مما تفعله المسيحية و لذلك و قعوا في صدام معها  عكس الإسلام الذي يهتم بالحياة الدنيا و يعطي لكل من الدارين نصيبه.


حلول بديهية


حلول المشاكل كثيرا ما تكون نصب أعيننا فلا نبصرها بل نذهب بأذهاننا بعيدا واهمين أن الحلول أكثر تعقيدا ...نعطي المشاكل أبعادا أكثر مما تستحق و نعسر بذلك على أنفسنا إيجاد حلول لها و كلما استعصى علينا إيجاد الحل كل ما توغلنا أكثر في البحث و كلما ازددنا حيرة و استشرى إحساس بالعجز فينا.

لكن لو عدنا من حيث انطلقنا لوجدنا العلاج لمصابنا, مصابنا اليوم الاستبداد و الفساد السياسي و الحكام الطغاة و... مصائب دكت صرح أمتنا و دولنا فهدمته.


خصّ الفلاسفة و العلماء في الغرب هذه الأزمات بشروح مفصلة و حلول في شكل أنظمة  تجنبنا الاستبداد السياسي و ...رغم ذلك كانت لحلولهم عورات كثيرة كشفها التاريخ تباعا  و كشف عجزها عن ردع الفساد و المحزن أننا رغم تلك العورات مازلنا ننشد الحلول الغربية نفسها لحلّ أزماتنا و نحن الذين منا علينا الله بكتابه و سنة رسوله _ قال صلى الله عليه و سلم:تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله و سنتي _ .لو لجأنا الى الدين راجين منه الحلول لن نجد كل تلك الشروح و التفصيلات ...بل سنجد كلمات مختصرة تختزل في طياتها  الحلول ,جملة من الرذائل حرمها الدين  و درٍّس  تحريمها في كتب الاطفال : الكذب, النفاق  ,  الطمع و هي خصال كل مستبد طاغ  فلو لقنا أطفالنا تجنب محارم الله لا جنبنا أنفسنا بروز الطغاة المستبدين مستقبلا. 

السبت، 16 أبريل 2011

عنونه ما شئت


لو أن أهل الإسلام أكرموا أنفسهم و أعزوا هذا الدين و صانوه لخضعت لهم رقاب الجبابرة و انقاد لهم الناس و كانوا لهم تبعا. لكن الحاصل كان العكس فخضعت رقاب أهل الإسلام لجبابرة العالم و كانوا لهم تبعا.

كانت لي و نفسي جلسات طويلة حاولت فيها وضع يدي على أصل الداء الذي أصاب الأمة حتى يصير العلاج يسيرا, فإن كنا حقا على أبوب نهضة فلندرس بدقة و بصيرة أسباب ما أصابنا..فالعافية لا تكون بدواء  عشوائي ...و النصر لا يكون بخطوات عشوائية, بل بالاعتبار من النكسات التي أصابت الأمة على مرّ أربعة عشر قرنا مرّوا و العودة لأسبابها و طرح النزاعات السياسية التي كانت بين الصحابة _رضوان الله عليهم_ واستخلاص العبر منها, قد يقول أحدكم  ما لنا و أحداث  أكل عليها الدهر و شرب بل و غسل منها يديه أيضا  ؟؟ و  قد تجدونه صرفا عن الوضع الراهن و الهاء عن الحاضر  ...
كيف تصرف أمة عن تناول مرحلة التأسيس فيها ,تلك كانت الفترة التأسيسية لهذه الأمة و دراستها دراسة عميقة تقويمية أمر لا مناص منه إن أردنا تجاوز مخلفاتها التي لا تزال تتحكم في فكر و واقع الأمة إلى اليوم. 
إن استرسل المسلمون في هذه الأخطاء القديمة ستكون العواقب وخيمة ستزيد جراحهم عمقا و يتقلص الأمل في شفائهم.يخشى المسلمون المعاصرون دراسة حياة الصدر الأول دراسة تقييم و نقد متعللين بأن في ذلك سب للصحابة الكرام و تعدي عليهم و طعن في عدلهم...إن ما نقل لنا عبر مرّ التاريخ من أخبار الصحابة لم يتناول إلا الفضائل و المحاسن, نقل صوّر لنا الصحابة على أنهم معصومين بل وصل إلى حد تجريدهم من صفتهم البشرية فكان نقلا منقوصا حال دون خوض الكثيرين  في ما شجر بين الصحابة _ رضي الله عنهم _ لكن واقعنا اليوم يحتم  علينا الخوض فيها  و حاجتنا  إلى الدفاع على المبادئ  أكبر  إذا ما أردنا أن نستعيد شيء من كرامتنا  والعيش طبقا لرسالتنا الخالدة .لكن  على من أراد تناول ما شجر بين الصحابة  الكرام التسلح بالعلم و العدل أولا و وضع حد فاصل بين مكانة الأشخاص و قدسية المبادئ ثانيا .
*  *  *
تخلف المسلمين أمر لا ريب فيه  و لا يختلف عليه اثنان  لكن الاختلاف يكون في مسبباته ,  جمعني حديث مع الكثيرين وجدت أنهم  يميلون إلى مسببات خارجية  يكيدها لنا  غير المسلمين ممن  يريدون للإسلام و المسلمين  الذل و المهانة ,الغالبية الساحقة من المسلمين يؤيدون نظرية المآمرة التي يحيكها لنا الغرب  غاضين أبصارهم عن أهم العوامل التي سببت هذا التخلف,هي العوامل الداخلية النابعة من أحشاء المجتمع الإسلامي.لست أنكر نظرية المآمرة فذلك واقع الإسلام  من أول الزمان فهو عرضة للهجمات من الجميع و لكنى أسعى إلى تطهير الداخل من الشوائب التي أدت إلى تمزيق المجتمع الإسلامي.
لو عدنا بالتاريخ إلى السنين الأولى من عمر الإسلام, خاصة في حياة الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ لوجدنا أننا كنا جمعا يخشى و بعد وفاة النبي وخاصة بعد هدم الخلافة الراشدة صرنا فرقا ينهش بعضها لحم بعض وهذا و ربك غاية الخسران.ذاك ما جلبناه لأنفسنا, ليس نتيجة تآمر علينا, فالفتن التي دكت صرح الأمة الإسلامية لما بويع علي بالخلافة و التي تطورت إلى حروب بين العلويين و الأمويين و الخوارج...لا تزال ترمي بظلالها على المسلمين إلي يومنا هذا.
بسبب ما سبق  تراني دائم  التشجيع على خص علم التاريخ بجانب من وقتنا  فمن مزايا التاريخ انه يسجل  الوقائع ويستخلص منها العبر  _ تاريخنا في كلا الأمرين مقصر  فلا سجل لنا الوقائع كما هي بل أغلبها نقلت على أيدي مؤرخين عجم و لا استخلص منها العبر_  و الرجوع إلى الماضي هو السبيل لتجاوزه  هو و الحاضر إلى المستقبل.
*  *  *
المعرفة عند المسلمين : لا تتجاوز حدود التقليد فنحن نؤمن  و نصدق  ما يلقنه لنا الأساتذة و ما نقرأه في كتب المفكرين الغرب  من نظريات علمية و فلسفية و سياسية...و سرنا على ما لقنوه لنا  دون أن  نشعر  و دون أن نعلم أننا لسنا ألا مقلدين  . كل مسلم باحث عن المعرفة إلا و تجده يلتمس فلسفة بعض الغربيين المعاصرين الذين لم يصل مستواهم إلى ما وصلت إليه أصالة السابقين من علماء و فلاسفة الإسلام و كأن حدود الزمان بالنسبة للمسلم تنتهي قبل قرنين أو ثلاث.وليس في كلامي هذا استصغار و أو استنقاص لمجهود الفلاسفة المعاصرين أمثال "ماركس" "ديكارت" "سارتر" لكن  أردت فقط التنويه إلى ان كتبهم مدينة بالكثير لكتابات الأوائل ,ومع هذا فإن تأثيرهم خاصة في  عالمنا الإسلامي هو أضعاف  تأثير عظمائنا .هذه دعوة لشبابنا للغوص  أعمق في التاريخ و توسيع نطاق  بحثهم و تحطيم حدود الزمان المعاصر  أو القريب حتى يتاح له التعرف و الإطلاع على زاد فطاحلة الإسلام ,فبالتأكيد سيجد فيها ما هو صالح لزماننا هذا  و أهم ما سيجد فيها أنها تتماشى و أصولنا الإسلامية.
*  *  *
الصنم الغربي: حارب الإسلام الجاهلية و عبادة الأصنام قبل ألف و أربعة مائة سنة و طهر الجزيرة من هذا الشرك و حول الناس من عبادة الأحجار إلى الإسلام و عبادة الواحد القهار. لكن حاضرنا اليوم  لا يختلف كثيرا عن ماضينا , لقد اتخذنا الغرب إلها دون  الله   إما شعوريا أو لا شعوريا  و أصبحنا ننشد رضا الغرب عنا بدل رضا الله , ما يحز في نفسي أن أرى العديد ممن يريدون ترميم بنيان الإسلام  يعتمدون في ذلك على النموذج الغربي و وثق ضوابط غربية حتى طوروا المجتمعات العربية على طراز الفكر الغربي و هذا ليس إلا تطورا سطحيا تشبهنا فيه بالغرب في الظاهر و لكن تخلفنا لا يزال على حاله في الداخل .قد ساعدت الظروف الاستعمارية السياسية و الاقتصادية و الفكرية في وقت ما في تعميق هذا التأثر و في تكوين هذه العقلية الانهزامية لدى  العديد فحين كان الغرب يجني ثمار التقدم كان العالم الإسلامي يضمد جراحه بعد سنين عجاف من الاستعمار الذي دمر أي بوادر للنمو أو تطور و هذا ما خلق تلك الفجوة بيننا و بينهم ,وحط من عزيمة الكثيرين المعتقدين أن ما توصل له الغرب حلم صعب المنال  وكأن الغرب ليس بمجتمع بشري  مثله مثل البقية و أن ليس بالإمكان أفضل مما كان .ليس من داع لهذه العقلية الانهزامية فما كان هو  أحد الممكنات و ليس الكل و المجتمع الغربي ليس إلا مجتمعا بشريا  له ما لنا  , سخر ما له في خدمة دنياه و سخرنا ما لنا في خدمة الغرب.
ما كان في الغرب هو أحد الممكنات  و ليس الكل و ليس الأحسن يكفي ذكر شلالات الدماء التي سالت  حتى وصلوا إلى ما هم عليه اليوم ,لكن  كما سبق و قلت العديد من الظروف ساعدت على تكوين هذه العقلية الانهزامية لدى العرب حتى رأوا  ما ليس بالحسن حسن .
يُقضى على المرء في أيام محنتهِ  *** حتى يري ما ليس بالحسن حسنا
*  *  *
الخطاب الديني: إلى متى سيقتصر الخطاب الديني على النهى عن الحرام و متى سيخرج من دائرة الترهيب و الترغيب ؟
طالما تبادر إلى ذهني هذا السؤال.الساحة مليئة بأشباه الشيوخ و العلماء ممن ظلوا يعيدون نفس الخطاب حتى حفظوه,
علماء و شيوخ في حقيقتهم عوام خلفوا أجيال لا هم في دنيا و لا هم في دين. على هؤلاء أن يعوا عظم مسؤوليتهم  في تكوين الناشئة و تلقين الإسلام بالطريقة السليمة  التي تراعي كلا من الدارين _ الدنيا و الآخرة_  قال صلى الله عليه و سلم _ خيركم من لم يترك دنياه لأخرته و لا آخرته لدنياه.ولكن خيركم من أخذ من هذه و هذه_ حان الوقت للخوض في مواضيع أعمق ترعى مصالح هذه الأمة الدنيوية   و إخراج الإسلام من سجنه الذي وضعوه فيه غصبا حتى يعلم العباد أنه دين  عام و شامل فيه أسس بناء أرقى المجتمعات  .
ازدحام ميدان الدعوى بذوي المعلومات الكاسدة و التجارب القليلة لن يعود علينا إلا بالسوء فدين الله أشرف من أن يتكلم فيه مثل هؤلاء الحمقى  مدعي العلم . أنهي بكلمة  للشيخ محمد الغزالي تختزل العديد من المعاني _ من المستحيل أن تصلح الأوضاع السياسية للمسلمين إذا كان الدين في وعيهم يهتم بفقه الحيض و النفاس,ولا يكترث لفقه المال و الحكم ._

  *  *  *
نفر من المتدينين عبئ على الأرض : تسببوا في ترك انطباع سيء عن الإسلام و المسلمين لدى الغربيين  و حتى لدى المسلمين   أنفسهم بعد أن صار أغلبهم جاهلا بدينه و عقيدته فباتوا يقيمون الإسلام حسب سلوك  فئة من المسلمين  و هذا ظلم للإسلام فليس منن العقل أن  نقيم الإسلام حسب سلوك المسلمين و لا حني أن نقيم المسيحية أو اليهودية حسب سلوك  اليهود أو المسيحيين .فالبعض من المتدينين  تطرف إلي مواقفه إلي حد الانحراف عن الإسلام  الذي هو دين  التوسط و الاعتدال.
وقد ساعد هؤلاء على تنفير الناس من الإسلام و إقصاءه من الحياة السياسية بتصويرهم للحكم الإسلامي المنشود تصويرا مثيرا للاشمئزاز   أفقد الإسلام حق الحياة.


  *  *  *
نشر الدعوة الإسلامية:  بين المسلمين أنفسهم بات أمرا واجبا فالشارع العربي أصبح خال من الدين لأسباب عديدة ذكرت منها فيما سلف تدني مستوى الخطاب الديني و حصر الدين الإسلامي في فقه الحيض و النفاس ,الفكر الإسلامي عام و شامل  و يرمي بظلاله على كل المجالات عكس ما راج من شبهات  كان مصدرها أعداء الإسلام ,لكن المسلم البصير لن تنطلي عليه مثل تلك الحيل إذا كان له زاد كافي من العلم _ و هذا ما يفتقده أبناءنا _ و المعرفة  تمكنه من درء هذه الشبهات و رد الاعتبار للإسلام  الذي جاء لينظم تبادل الخدمات بين الناس في إطار يضمن للكل حقه  ,فالإسلام وضع أسس الحياة الاجتماعية و الاقتصادية  و السياسية مستندا في ذلك على العدل و المساواة.
العقل والحق والتاريخ أعلنها    ما في سوى دينكم حظّ لمختار
*  *  *
حماس أجوف : ذلك الذي أراه  في مجموعة من الشباب _ باستثناء قلة _ ممن ينشطون تحت  مسمى إسلامي رغبتا في خدمة الإسلام,لكنهم زادوا الطين بلة,و فعلهم هذا لم يكن عن قصد بل كان عن حسن نية  لكن يا إخواني حسن النية وحده لا يكفي  فكم من أضرار لحقت بتراثنا الديني عن حسن نية, لست أثنيكم عن الدفاع على الإسلام  و الله إني لأفرح فرحا شديدا من غيرة إخواني على دينهم لكني أريدكم أن تتسلحوا و تتزودوا بالعلم حتى تكسبوا تلك  المعارك الفكرية , كثيرون اقتحموا هذا المجال  دون  زاد معرفي  فخرجوا يجرون أذيال الهزيمة لهم و للإسلام معهم فكان ضرهم حينها أكبر من نفعهم و ساعدوا في تثبيت شبهات العدو .فحذاري من أن يجرنا هذا الحماس الأجوف إلى التهلكة  .
تعلم فليس المرء يولد عالما *** و ليس أخو علم كمن هو جاهل
*  *  *
كيف يهزم الإسلام في معركة لم يدخلها: إقصاء الإسلام من حياة السياسة والحكم عليه بالفشل أمر لا مبرر له, بعض المرضى يحتاج صدمات كهربائية لتصحيح وعيه حني يتسع للإسلام بمفهومه العام و الشامل  و لا يكتفي بالجانب الروحاني .أحكام مسبقة على فشل الإسلام إما استنادا لتجارب إسلامية سابقة كانت فاشلة كالتجربة الإيرانية  _  تلك تجارب نسبت نظريا للإسلام  و عرفت نشازا تطبيقيا _ أو ادعاءا بأن الإسلام كان  سبب تخلف المسلمين و هذا ادعاء يرد على أصحابه لأن الإسلام رسالة تحارب كل أنواع التخلف و دعوة للعلم. يعبر مالك بن نبى ـ المفكر الجزائري الراحل ـ عن ذلك تعبيرًا صادقًا حين يقول: " إن التخلف الذي يعانى منه المسلمون اليوم ليس سببه الإسلام ، وإنما هو عقوبة مستحقة من الإسلام على المسلمين لتخليهم عنه لا لتمسكهم به كما يظن بعض الجاهلين ".الإسلام لم يخض بعد غمار هذا التحدي  وهزيمته لا يقرها  إلا الجاهل  قليل الفهم .
*  *  *
لن أختم هذا المقال, سأتركه مفتوحا فما سلف ليس إلا القليل من الكثير الذي لم يسعه المقال أو غاب عنى لسبب أو لآخر لذلك أدعوكم كي نتعاون على تسليط الأضواء على مشاكلنا و تكثيف جهودنا لحلها.
وأتمنى أن لا تنسوا كاتب هذه السطور من دعوة بظهر الغيب 
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم