السبت، 10 مارس 2012

متى تستقل عقول السلفية


من مزايا الله الكثيرة  على عباده والتي يعجز قلمي عن حصرها وذكرها في بضع سطور،مزية واضحة،أرى أنها جزء جوهري في الدين الإسلامي إذ أن  الدين  يكون علما يقينيا وعملا قلبيا بتفعيلها،ويكون تقليدا مكتسبا بتعطيلها، ويرفع تكليفه بزوالها .
تلك المزية هي العقل، الذي نوه به القرآن وأمر بالتعويل عليه في مسائل العقيدة والتكليف .
هذه المزية واضحة،يقل الخلاف فيها بين المسلمين لأنها تتأكد من تلاوة آيات القرآن الكريم.
و العقل البشري لم يعرف على مر التاريخ حضارة أو ديانا أعلت شأنه كالإسلام، على أن بعض الخلق من قبله فطنوا  لعظمة هذه الملكة ولكنهم أساؤوا توظيفها، فصوبوها  في غير مرمى وغالوا في استخدامها حتى جاوزا الحسيات إلى عالم ما وراء الطبيعة، وإنتهى الأمر بالكثير منهم إلى الإقرار  بقصور العقل،وإنتهى بهم القول منتهى قدماء مصر - محال على من يفنى أن يزيل النقاب الذي تنقب به من لا يفنى - وهذا على ما أرى تجني على العقل البشري حيث  أن ادخاله في مسائل ما وراء الطبيعة  إنحراف يؤرخ بالعصر اليوناني،إنحراف  إضطرب  الأمر بسببه إضطرابا لا يزال العالم يعاني الكثير من اثاره وسأبحث في غير مقال موضوع - المعرفة والعقل - .
***

القرآن الكريم لا يذكر العقل إلا في مقام التعظيم و التنبيه إلى وجوب العمل به والرجوع إليه، وهذا التنبيه جاء في أكثر من موضع وليس هذا بغرض التكرار - ومتى كان التكرار غرضا -  بل هو تأكيد على ضرورة تحكيم العقل و في ذات الآن لوم لمن أهمل عقله وقبل الحجر عليه . 
قلت في ما سلف أن العقل جزء جوهري في الإسلام يكون الدين بتفعيلها علماء يقينيا وعملاء قلبيا، فيصبح تقليدا بتعطيل،ويرفع تكليفه بزواله.
ومن المسلمين اليوم من لا يتجاوز في تفسيره فهمه الحرفي لآيات الكتاب -النصيين- ومنهم من غال في إستخدام عقله -العقليين- وأبى إلا أن يخوض البحث العقلي في الإلاهيات. يمكن إعتبار هذا أمرا طبيعيا للمفكرين 
الذين نشؤوا في اقاليم لا يوجد فيها كتاب مقدس  ذلك أن الانسان بطبعه يحاول دائما معرفة العلل والأسباب، ويتشوف  إلى رؤية المجهول وإلى كشف عالم الغيب.
أما في البيئات التي فيها كتاب مقدس لا يشك إنسان في صحته فإنه من غير المعقول أن تنشأ  بجانب هذا النص اختراعات عقلية في ما وراء الطبيعة،ولست أمنع الخوض فيها -حتى لا أكون ممن يزكي الشيء تارة ويزكي  نقيضه تارة  فأرفع عن نفسي صفة التناقض- لكني أرى أن على كل من أراد الخوض في هذا أن يحتفض بما يتوصل إليه من بحث  وإن استحسنه لنفسه  و أن يستغفر الله ويكف إن حصل العكس ذلك أن ثمرة التفكير الإنساني عرضة للخطأ والخطأ في الذات الإلاهية أو الصفات الإلاهية أو في عالم الغيب على وجه العموم فيه خطورة كبيرة - منها زعزعة  طمأنينة  عوام المؤمنين المقلدين- .
***

ليس جوهر بحثنا هنا العقليين -عسى أن يكونو في مقال ثاني- بل اكتب ما اكتب
إلى الذين يميلون إلى إنكار كل ما يتجاوز حدود الشريعة في مضهرها الحرفي، اكتب إلى النصيين و أعني منهم السلفيين  وإن كان السلفيون أنفسهم ينقسمون إلى فرق ومذاهب  فالأمة الإسلامية مذ سقطت سقطتها الأولى وهي يوما عن يوم تزداد  تفرقا وشتاتا  وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم  حينما أخبر  أن الأمة ستنقسم إلى نيف وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وها أنا أتخبط  بين هذا ذاك باحثا عن الحق عسى أن أكون من الناجين. و المعلوم عندي الذي ييسر بحثي أن تاريخ العقائد يشهد أن كل فرقة  سادت فترة من الزمن وذاع صيتها ثم خفت نجمها ولم يبقى سوى  عدد يمكن تفصيله إلى ثلاث مدارس  كل أهل مدرسة فيهم  يعتقد  أن ما لديه خير ما أخرج للناس .

 كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ >

***
لو أردت تصنيف السلفية ضمن مراتب الإيمان التي حددها الإمام الغزالي لصنفتهم في المرتبة الأولى وهي الأدنى : إيمان العوام وهو إيمان التقليد المحض،أي دينهم دين تقليد  و سأشبه  تعصبهم لهذا الدين والذي يخيل لنا أنه تعصب  نابع عن حب بالتعصب الجاهلي .
قرأت الحديث المروي عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه  كل مولود يولد على الفطرة: فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ، فقلت في نفسي أما السلفي فيأسلمانه، ويضل على ذاك الحال 
وتراه كالفارس المغوار الذي يبذل نفسه  فداء قريش وتعصبا لها  ولو ولد في غيرها  لصدر منه ذات الأمر وقتل قريش .
لم يتحرك في باطنهم شيء إلى حقيقة الفطرة الأصلية ولم يبذلوا جهدا في  تمييز الحق من العقائد العارضة من الباطل.واعتقادي فيهم،اعتقادي في الثقافة الكسبية التي يأتي فيها التأثر  -بالبيئة المحيطة- والتطور والتقليد ، والإسلام لا يقوم بأناس من هذا الوادي، بل بأناس أدركوا حقا حقيقة الإيمان ولذته،أناس يبذلون القيم والنفيس في سبيل الله حبا فيه لا مخافة عقابه.
العقل هو السبيل إلى إدراك الحق وتمييزه ولو وجدت في الأرض آلاف الفرق والمذاهب التي تزينت بثوب الحق  وانخدع بها الكثيرون و تهافتوا عليها تهافت الذباب على أشعة الضوء  إعتقادا بأنها الشمس  فخدعوا اعمال ملكة العقل هو السبيل إلى الحق.
قال سبحانه و تعالى : 
< قل لا يستوي الخبيث والطيب قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ >

< كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ >

قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ >

يخاطب الإسلام بهذه الآيات العقل الذي يعصم الضمير ويدرك الحقائق ويميز بين الأمور ويوازن بين الأضداد ويتبصر ويتدبر، إنه هو العقل الذي يقابله الجمود والعنت والضلال وليس بالعقل الذي قصاره من الإدراك أن يحفض ما يلقن .
وإن كان الجنون يسقط التكليف في جميع الأديان فإن الجمود والعنت غير مسقطين له ، وليس لأحد أن يعتذر بالجمود كما يعتذر للمجنون بجنونه .
لذالك على كل امريء  في هذه الأرض وعلى السلفية انفاذ أمر الله واعمال العقل، فإن كان الله قد وثق بالعقل وأكد في كتابه على اعماله فعلينا نحن أن نثق به . 


***

على المسلمين أن يعوا  أن المذاهب الفقهية في الإسلام لا تعدوا أن تكون أراءا  واجتهادات وثمرة تفكير بعض  رجال اختصوا  بالدين  وليس في الإسلام طائفة بعينها تسمى رجال دين  تختص بالشؤون الدينية. فديننا لا يعرف الكهانة ولا يتوسط فيه السدنة بين المخلوق والخالق،ولا يفرض على الإنسان قربانا يتقرب به من الله،وليس فيه من العباد من يملك حق التحليل والتحريم ،ليس في الإسلام وساطة بين الله وعبده  ولن يتجه الخطاب إذا إلا إلى عقل الإنسان الحر الطليق من أي سلطان أرضي .
لا كنيسة في الإسلام ولا هيكل .... فكل أرض مسجد وكل من في المسجد واقف بين يدي الله .

فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ  >


***

لكن رغم كل ما ذكرت لا يزال في الأرض من يقدس الأراء ومن يتعصب لشيوخ بعينهم  ومن يعتبر المذهب الشافعي دين، ومن يعتبر مذهب أبو  حنيفة دين... ودين الله هو الإسلام لا دين سواه ولم يبعث الله بعد محمد الأمين الصديق من نبي حتى نتبعه .
ومن السلفيين من ينتهج هذا  المنهج وفي إعتقاده  أنه المنهج الحق...علينا أعمال العقل والموازنة بين الأراء لنتبين  من قارب الصواب ومن أخطأ ومن أصاب ، قال تعالى :

الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ >

ولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ> 

وهو خطاب إلى -اللب- العقل المدرك الفاهم 


***


موانع اعمال العقل !

 العمل بالعقل من أوامر الخالق، لا يعطله عن العمل إلا الحرص على مراعاة العرف الشائع  والإقتداء بالسلف  وإقتداء أثارهم -أرى أن اقتداء اثارهم في الجوانب الروحية و الأخلاقية  أمر لا بد منه  لما وصلوا إليه من صفاء روحي قارب الملائكية أما في الجوانب  الحياتية الأخرى فلا فائدة منه فالزمان غير الزمان-  والخوف من السلطة الدنيوية.
والإسلام يدعو إلى تخطي هذه الموانع والتحرر منها لكي يكسر العقل قيوده ويعوقه عائق من هذه العواص التي تأدي به إلى الشلل والجمود .

***

ومن البديهي أن ترافق دعوة اعمال العقل دعوة إلى العلم. الإقبال على كل المعارف وعلوم الحياة التي يدركها الإنسان بالبحث والتفكر  في خلق الله،قال تعالى :

أَوَ لَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمواتِ والأَرْضِ وَمَا خَلَقَ الله مِنْ شَيْءٍ>

فالتفكير وطلب العلم كالروح والجسد لا يفترقان إلا بعد الموت.

دهشت يوما من  صورة  ارا فيها مسلما  يرتدي حذاء صنع أمريكي  يدوس به على علم الولايات المتحدة الأمريكية،يقفز بكل عزم   حتى  يقارب السماء  ويدوس بكل حقد بضع متر من قماش كأنما يدوس رأس  جورج بوش  أو باراك اوباما !
ولو تفكر قليلا لوجد أنه عبد لهؤلاء وأن رأسه تحت اقدامهم.
ما ضر أمريكا من ذلك !؟
وبما نفع الاسلام !؟

هذا النفر من المتدينين عبء  على هذا الدين ومصاب الإسلام من الداخل قبل أن يكون من الخارج،مصابه من هؤلاء المهرجين المتنطعين .
اخدم دينك بعلم تكتسبه  يغنينا تسول علوم الغرب .
اخدم نفسك بحذاء تصنعه يغنينا التساول للغرب بحثا عما يستر عوراتنا .
وإن لم تستطع فإخدمه بأن تلازم بيتك و تتعبد  وتأدي ما عليك من زكاة وصيام وفرائض مكتوبة إلى أن توافيك المنية ولا تشوه صورة الإسلام والمسلمين بمثل تلكم الأفعال .

***

كتبت هذه الكلمات عسى أن تكون دافعا لأناس حتى يستقلوا بعقولهم  عما لقنوا من علم وعما تعصبوا  له  من فكر ،وعسى أن يعملوا عقولهم بعد طول تعطيل ويوازنوا  ويقارنوا  ويتبينوا الحق أينما كان 
فالحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها  وهي ليست حكرا علا الإمام مالك  أو أبو حنيفة أو أي إنسان.

الحمد لله والسلام 

هناك 5 تعليقات:

  1. السلام عليكم و رحمة الله

    حسب رأيي هناك مواضع لُبس في هذه التدوينة. مثلا ان كان المُستهدف بالنّقد هو منهج السلفية (أو الاثرية أو أهل السنّة و الجماعة أو أهل الحديث) أم متّبعو هذا المنهج اليوم في شؤون دينهم فقط أم من يتبّع نفس المنهج في السياسة.
    أظنّ أنّه من الأحرى أن تُعرّف الكلمات المفاتيح لبحثك : ما هي السلفية؟ ما هو الرّأي الفقهي؟ ما أوجه الاختلاف بين رأي مجرّد و رأي فقهي يطرحهما نفس الشّخص، الامام مالك رحمه الله على سبيل المثال؟ ما هو الاجتهاد؟ ما هي أوجه جواز الاجتهاد من عدمه؟ الخ، لرفع هذا اللّبس أو ما بدا لي لُبسا -و قد يبدو لغيري كذلك.
    عدا ذلك أوافقك الرّأي في ضرورة الأخذ بناصية العلم، و الوعي بالأولويات، و إعمال العقل في غير ما ترتكز عليه العقيدة من مسلّمات (أو لنقل أكسيومات ان شئت) -و من غير مسلّمات لا يستقيم الاسلام، فجوهره التّسليم بالأمر كلّه لله عزّ و جلّ.
    و الله المستعان.

    ردحذف
  2. وعليكم السلام ورحمة الله

    أولا شكرا على المداخلة القيمة وعلى جملة الملاحظات .
    ثانيا لقد ذكرت في هذا المقال أني قد صنفت الفرق والمذاهب الإسلامية إلى ثلاث مدارس كبرى و تطرقت إلى احداها في هذا المقال وهي المدرسة النصية التي تميل إلى إنكار كل ما يتجاوز الشريعة في مضهرها الحرفي ولا يتجاوز التفسير لديهم فهمهم الحرفي لنصوص و المرويات وهذه المدرسة تنطوي على أغلب ما ذكرت من المذاهب والفرق بالإضافة إلى السلفية بكل فروعها وحديثي كان موجها لسلفية لكنه يلقي بضلاله على البقية و ثم إن تعريف السلفية والأراء الفقهية وما إلى ذلك كلها أمور لا تخفى عن المريد فهي في متناوله بضغطة زر فلا ضرورة لذكرها.هدفي لم يكن تجميع الأراء الفقهية وإقتباس التعاريف من هنا وهناك لقد سبقني إلى هذا الألاف، أنا فقط تحدثت في عدة نقاط تتمحور في أغلبها حول الدعوة لأعمال العقل في رحاب النص وأعتقد أنها جلية في المقال .
    لم أعمد إلى إقاعكم في هذا اللبس وإن حصل فهو تقصير مني وسأتدارك أمري مستقبلا
    وشكرا

    ردحذف
  3. بارك الله فيك على الإجابة و على رحابة صدرك

    أردت من خلالي ملاحظتي الإشارة إلى أمريْن :
    1- أنّ المنهج السلفي عقيدة، لا تشوبها سياسة أو غيرها، أُخذت عن الصحابة رضي الله عنهم و التابعين و تابعيهم رحمهم الله. و المنهج غير الشخص الذي يتّبعه و هو غير الشخص الذي يمارس نشاطا سياسيا في دائرة آراء المجددين السياسية في ذلك المنهج.
    2- تعريفك للمصطلحات هام خاصّة و أنّ السلفية مثلا تعدّدت تعريفاتها فهي تارة المجاهدون في الشيشان و تارة أخرى الملتحون و المنتقبات فيمن نراهم في الطرقات و طورا حزب النور في مصر.

    لو سمحت لي باثراء الحوار معك، بالنسبة لي السلفي هو من اتّبع سنّة النبي صلّى الله عليه و سلّم و سنّة الخلفاء الراشدين من بعده و عضّ عليها بالنواجذ، بدون خلفيات سياسية، فهذه الأخيرة حسب رأيي وليدة ظروف الزمان و المكان.
    أمّا النصّ فهو في اعتقادي مصدر الدليل. و الامام مالك رحمه الله قال و هو واقف عند قبر الرّسول عليه الصلاة و السلام : كلّ يؤخذ منه و يُردّ إلاّ صاحب هذا القبر.
    أي أنّ الشيوخ من دعاة و علماء دين مع احترامنا لهم و لما تحمل صدورهم، لنا أن ترك أقوالهم إن لم يقيموا عليها دليلا من الكتاب و السنّة، و هذا ما يقول به العقل، فلسنا قطيعا لا نفقه شيئا و لا نحن مُكابرون إن أقيمت الحجّة الدّامغة.
    و في الأخير، اتّباع شيخ من الشيوخ أو غيره لن يكون عذرا يعتذر به المرء أمام ربّ العزّة يوم لا ينفع مال ولا بنون.
    بالنسبة للعصبية فلا علاقة لها حسب رأيي بالمنهج في حدّ ذاته بل هي ارهاصاتُ عقليّة قبليّة أو عقليّة ملاعب كرة القدم و الشيئان سيان في جوهرهما.
    على كلّ حال، أتمنّى أن نستغلّ هذا العقل في اصلاح العقليّات قبل الخوض في المسائل الميتافيزيقيّة و الصراع الحديث بين الاشعرية و السلفية و الصوفية، فالجسد المسلم أصابه ألف مرض و لا سبيل إلى الشفاء منها إلاّ بالأخذ بأسباب التقدّم و التوكّل على الله تعالى.

    ردحذف
  4. بارك الله فيك على هذه المداخلة وفي ما يلي ردي :

    1- أنّ المنهج السلفي عقيدة، لا تشوبها سياسة أو غيرها، أُخذت عن الصحابة رضي الله عنهم و التابعين و تابعيهم رحمهم الله. و المنهج غير الشخص الذي يتّبعه و هو غير الشخص الذي يمارس نشاطا سياسيا في دائرة آراء المجددين السياسية في ذلك المنهج.
    ------------------------
    هذا معلوم لا شك فيه لكنه لا يعدو أن يكون تنظيرا فبين الموجود والمنشود فوارق شاسعة اندثرت فيها العديد من المعاني والقيم وحلت محلها أخرى ...وأنا في المقال طالبت العقل المسلم الإستقلال عن السلف في النواحي الحياتية والمعاملات إن كانت سياسية أو ... مع تشديدي على ضرورة إقتفاء اثرهم في الجوانب الروحية و والأخلاقية لما وصلوا إليه من صفاء قارب الملائكية. لذلك لا أرى من تعارض بين كلامك وما جاء في المقال . صحيح أن المنهج غير الشخص ولا يمكن تقييم منهج ما حسب سلوك اتباعه لكن لا يمكن لأي منهج أن يرى الحياة من دون أتباع يمثلون جانبه العملي والنقد هنا موجه للأتباع وليس للمنهج السلفي
    ______________
    2- تعريفك للمصطلحات هام خاصّة و أنّ السلفية مثلا تعدّدت تعريفاتها فهي تارة المجاهدون في الشيشان و تارة أخرى الملتحون و المنتقبات فيمن نراهم في الطرقات و طورا حزب النور في مصر.
    ------------------
    بالرغم من أن لم أخصص بابا عنونته "تعريف مصطلح السلفية " إلا أن التعريف كان واضحا صريحا بين السطور فعرفتهم بالنصيين - ويبقى هذا رأي ولا يلزم غيري - وهذا يبقى تعريفا من منضور فكري علمي أما لو اردناه من منظور إجتماعي لقلنا هم الملتحون وكل رافع للايزار وكل منتقبة.... هكذا يعرفهم الشعب .
    _____________
    لا أخالفك الرأي في كون النص هو المصدر الأول للدليل تليه السنة -الصحيحة- لكن النصوص المتناهية لا يمكن أن تغطي الوقائع اللامتناهية لذلك يكون علينا في المسائل التي ورد فيها نص الإتباع وأما في ما عداه فعلينا الإستماع للأراء الأئمة ورجال العلم والموازنة بين الأراء معتمدين على ملكة الإدراك لدينا التي يناط بها الفهم والتصور ومن ثم ترك المجال لملكة الحكمة لإصدار الحكم بالنفي أو بالإيجاب .
    أو نتبع عمر الرسول عليه السلام ونستفتي قلوبنا فمن كانت فطرته سليمة لن يحيد عن الحق.

    ردحذف
  5. و فيك بارك الله

    للاشارة فقط، من عبّرت أنت عنهم بالنصيين، أُطلقُ عليهم في العادة اسم المسلمين الدّغمائيين
    فيما عدا ذلك أوافقك تماما. وقد رُفع اللّبس ^^

    جزاك الله خيرا

    ردحذف